لماذا نحن هنا؟؟ السؤال الصعب!

سعيد كان

لكم أن تقرؤوها بلحنها ” لماذا نحن هنا؟ سؤال صعب !”

صدقوني، لا أحاول أن أبدوا في هذه الافتتاحية هزليا، ولكنها العبارة التي وجدتها أكثر تعبيرا عن الموضوع الذي أتناوله اليوم، اختيارات إعلامنا الإلكتروني..

على كل مشتغل منا في مجال الإعلام أن يقف اليوم أمام المرآة و يطرح السؤال بجدية: لماذا أنا هنا؟؟ لماذا أشتغل في الإعلام؟ لماذا اخترت مهنة المتاعب؟ والأجوبة، كفيلة بأن تمهد طريق الفهم أمام السائل، وإن وقفنا عاجزين عن الجواب، فأكيد أننا لم نسمع قط بالخط التحريري، ولا بالهوية المهنية.

قبل انطلاق “سلا بريس” كنا نناقش بعضنا عن ماذا نريد؟ ولم نرد أن نكون مجرد عنوان آخر بين منصات إعلامية تملئ الفضاء الإعلامي دون أن يكون لها توجه أو رسالة، وهي ذاتها الأسئلة التي سنكرر طرحها مادام المشروع مستمرا، لأن السياقات تتغير، ولكن الأهداف الكبرى والخط الأساسي، من الصعب أن يتغير بسهولة مع السياق.

ذات مرة في درس لطلبة الإعلام بجامعة ابن طفيل، طرحت عليهم سؤالا معناه: إذا كان دور الطبيب واضحا، ودور المهندس واضحا، وكذلك دور البناء والميكانيكي، فما هو دور الصحافي؟

الأجوبة داخل القاعة اختلفت، فالبعض يقول أن دور الصحافي هو الإخبار، فأرد بأنه إذا كان هذا هو دور الصحافي فإنه أصبح متجاوزا مع وسائط التواصل الاجتماعي، وبعضم يقول أن دوره هو الدفاع عن مصالح الناس، فأقول له أن هذا الدور يمكن أن يقوم به السياسي أو الحقوقي وبالتالي لماذا نحتاج الصحافي؟

وهكذ تناسلت الأجوبة في القاعة وتحول الأمر إلى نقاش عميق، وكلما ذكروا دورا محددا رددت بمبررات منطقية تجعل دور الصحافي متداخلا مع غيره من المهام والمهن، والغاية لم تكن هي تبخيس دور الصحافة، ولكن التفكير في الشيء الذي لا يمكن لأي مهنة أن تقوم به سوى مهنة الصحافة.

هذا الدور هو تزويد المتلقي بكل المعطيات عن موضوع معين، كي يكون رأيه بحرية، ويتخذ قراره بشأن قضايا معينة وهو مسلح بالمعطيات الكاملة، هذا الدور لا يقوم به أحد غير الصحافي، وهو الدور الذي يجب أن نسأل أنفسنا اليوم، هل نقوم به على الوجه الأمثل؟

المشكلة الكبرى هي أننا حين نتخلى عن هذا الدور الأساسي، فإننا نحتقر ذكاء المتلقي، ونسقط في فخ الدعاية للمواقف، أو لعب دور التواصل، وليس الإعلام، والفرق بينهما كبير و شاسع.

لماذا نحن هنا؟ نعود لهذا السؤال المضني، الذي طرحناه على أنفسنا، لننهمك في ممارستنا المهنية على الإجابة عنه، ونطرح لكم أنتم أيضا السؤال، هل أنتم راضون عن المنتوج الإعلامي الإلكتروني اليوم؟ وماهي انتظاراتكم منه؟

دعونا نفكر معا كل واحد من زاويته، لعل الأجوبة تكون منطلقا لإنتاج إعلام جديد، يستحقه المغرب و المغاربة.

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

  1. مريم :

    شكرا على هذا الموقع السلاوي حقيقة كنا في حاجة ماسة لمثل هاته المواقع الاخبارية المحلية الهادفة

    0