تعرف على السبب وراء تسمية ” سلا “

سلا

سلا هي مدينة مغربية عريقة وعاصمة عمالة سلا الواقعة بغربيّ البلاد. تقع المدينة على الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق، على اليمين من مصبه في المحيط الأطلسي، بالقرب من العاصمة المغربية الرباط. وتنطق بتسكين السين وفتح اللام. سميت قديما باسم شالة. وشهدت المدينة عنفوانها وازدهارها في حقبة الموحدين والمرينيين. عرفت المدينة تطورا حضاريا عكسته مجموعة منجزات يأتي في مقدمتها المسجد الأعظم الذي أنشأه يعقوب المنصور الموحدي سنة 1196 م ويعتبر عهد المرينيين، (القرن الرابع عشر الميلادي) فترة ازدهار عمراني وحضاري لا نظير له. تعد مدينة سلا طيلة التاريخ الإسلامي نقطة عبور مهمة بين مدن وعواصم إسلامية حكمت المغرب، مثل فاس ومراكش. وبفضل وجود ميناء على سواحل المدينة الذي غدا مركزا للتبادل التجاري بين المغرب وأوروبا وأدى بدوره إلى استقرار واستمرار النشاط التجاري والصناعي إلى حدود القرن التاسع عشر الميلادي. خلال العهد السعدي (القرن السابع عشر الميلادي) تلاحقت هجرة الأندلسيين من شبه الجزيرة الإيبيرية وأسسوا كيانا مستقلا عن السلطة المركزية بسلا عرف باسم جمهورية أبي رقراق، وكثفوا نشاطهم البحري الشيء الذي أعطى نفسا جديدا للمدينة أهلها لمنافسة جارتها مدينة الرباط اقتصاديا، وتعد هذه الفترة من تاريخ مدينة سلا فترة الأوج والازدهار. في غضون القرن التاسع عشر الميلادي تضررت أمور المدينة إذ عرفت نوعا من الركود والانعزال بسبب تراجع نشاطها التجاري فأبدت اهتمامها بالجوانب الدينية والثقافية حتى فترة الحماية الفرنسية، أصبح معه مصير المدينة ونظامها مرتبطين بالأحداث التاريخية التي مضت.

  1. سبب التسمية

يقول العلامة محمد بن علي الدكالي في كتابه « الإتحاف الوجيز: تاريخ العدوتين » إن سلا قد عرفت بهذا الاسم منذ عصور. وذكر المؤرخ أحمد بن خالد الناصري في « الاستقصا » أن اسم المدينة مذكور في تواريخ الروم بهذا الاسم. وكتبت في بعض كتب التاريخ العربي هكذا: سلى. ونقل العلامة أبو العباس بن عاشر الحافي عن شيخه أحمد التستاوتي ما يفيد أنها سميت باسم بانيها وهو ملك اسمه (سلا) من ملوك العالم الأقدمين. أما أبو عبيد البكري في كتابه « المسالك والممالك » عند تعرضه لذكر وادي سلا، حيث يقول: وهناك مدينة أولية آثارها قديمة تسمى: شلة. وقال في حقها صاحب كتاب (الاستبصار) « مدينة سلا اسمها بالعجمي (شلة) وهي مدينة أزلية فيها آثار للأوائل، وهي معروفة بضفة، متصلة بالعمارة التي أحدثها الخليفة أمير المؤمنين وآباؤه المكرمون (يعني الموحدين) ». وقد سمى ابن حوقل نهر أبي رقراق بوادي سلا، والإدريسي بالنزهة المختصرة، والمراكشي بوادي الرمان، وابن عذاري ببحر سلا، ومنذ القرن العاشر الهجري تمخضت التسمية الحالية عند الحسن الوزان المعروف بليون الإفريقي.

 

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)