في عددها 13032 الصادر يوم الإثنين 05 فبراير الجاري، نشرت جريدة “العرب” حوارا مع المخرج الشاب ” أحمد القادري” تعرفت من خلاه على كواليس فيلم وثائقي يكشف جانبا من الثراء الثقافي الذي تعرفه مدينة سلا العريقة.
للفيلم الذي يحمل عنوان “بندير لالة” تناول فنّ الحضرة الصوفية النسوية كتُراث لامادي مغربي، وكان الفيلم قد توج بالجائزة الكبرى لمهرجان طنجة زووم للسينما الاجتماعية، خلال دورته العاشرة في شهر ديسمبر المنصرم.
وتنطلق فكرة فيلم “بندير لالة” للمخرج أحمد القادري، من الرغبة في إعادة منح “بندير” الجدة الذي ظل معلقا على جدران البيت منذ وفاتها ولسنوات طويلة، مع إمكانية استعادة وجوده في الحياة وفي جلسات الحضرة الصوفية النسوية بمدينة سلا.
ويعكسُ الفيلم العلاقة بين الفُضول واكتشاف الهوية الشخصية، ويشير القادري إلى هذا الطرح بقوله “الفُضول هو الذي قادَني إلى طرْح السؤال عن سببِ وجُود هذه الآلة الموسيقية ‘البندير’ مُعلّقة على الحائِط داخل مكتبة الوالد، فقد كان وجودُه غريبا بالنسبة لي، فهو جِسمٌ مختلف بين اللوحات التّشكيلية وبعض الصور الفوتوغرافية وحاجيات أخرى معرُوضة على جُدران مكتبة تعُجّ برفوف الوثائق والكتب”.
ويتابع “لا شكّ أنّ أجوبة الوالد الرّامية إلى تبدِيد هذا الفضُول، هي التي أنارت لي تاريخ هذا البندير والمسار الذي قطعَه إلى أن صار مُعلّقا أو مشنوقا على الجدار، فيما كان من قبل يعيشُ حياةً فنيّة وموسيقية عندما كانت سيّدتُه، أيْ جدتي على قيْد الحياة، مُشاركةً في فِرقة للحضرة النسوية بمدينة سلا المجاورة، كما هو معروف في مدينة الرباط”.