أول جلسة محاكمة لمرتكب مجزرة حي الرحمة
شرعت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أول جلسة محاكمة للمهاجر المغربي المثير للجدل الذي تسلمته السلطات المغربية من نظيرتها الإسبانية في ماي من سنة 2022، المتهم بارتكاب مجزرة حي الرحمة بسلا، التي خلفت مقتل ستة أشخاص من عائلة واحدة وحرق جثثهم بالكامل.
وقالت الأخبار التي أوردت التفاصيل الجديدة عن الملف، أن رئيس الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية قرر تأجيل الشروع في مناقشة الملف، نزولا عند طلب هيئة الدفاع التي طالبت بمهلة للاطلاع على تفاصيل الملف، وإعداد الدفوعات والمرافعات اللازمة.
وكانت السلطات الإسبانية، وبعد مرور سنة كاملة على اعتقاله، قد سلمت العلبة السوداء والمهندس المفترض لمجزرة حي الرحمة بسلا إلى القضاء المغربي، من أجل فك كل الألغاز والملابسات المرتبطة بهذه الجريمة الخطيرة التي دوخت الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية منذ ارتكابها في فبراير 2021.
هكذا اعتقلت إسبانيا والمغرب سفاح سلا
وتم وضع المتهم رهن الحراسة النظرية لصالح البحث الذي أنجزته مصالح الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بسلا، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل إحالته على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وإيداعه السجن من طرف قاضي التحقيق، بتهمة ثقيلة تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وإضرام النار في مسكن، واستعمال أساليب وحشية لتنفيذ الجريمة البشعة في حق الضحايا.
وكشفت المصادر نفسها، أن المتهم خضع لتحقيقات تفصيلية حول الجريمة المنسوبة إليه، مرتبطة تحديدا بدوافعها الحقيقية وكيفية ارتكابها وحدود مسؤوليته في تنفيذها، والتأكد من فرضية اعتماده على أشخاص آخرين بالمغرب لإعداد وتنفيذ الجريمة.
وكانت السلطات الأمنية الإسبانية قد نجحت في 25 ماي من سنة 2021 ، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة لنظيرتها المغربية، في إيقاف المعني وهو مهاجر مغربي مزداد سنة 1963 بمدينة مشرع بلقصيري، ويشتغل بإحدى شركات الغاز بالديار الإسبانية، وذلك على خلفية الاشتباه في ضلوعه المباشر في مجزرة سلا.
وأظهر شريط فيديو منسوب للشرطة الإسبانية ونقلته صحيفة «إلباييس»، تفاصيل عملية الاعتقال التي حسمتها مذكرة بحث دولية صادرة عن الشرطة المغربية، حيث أشار إلى وجود المشتبه فيه بمدينة سلا قبل ثلاثة أشهر تقريبا، تزامنا مع توقيت وقوع الجريمة.
نزاع قاتل من أجل الإرث
واستنادا إلى التحريات الأولية، فإن المتهم الذي خضع لتحقيقات تمهيدية لدى شرطة العاصمة الإسبانية مدريد لمدة أشهر، كان قد دخل في نزاع مع أسرته بالمغرب حول الإرث، وتحديدا مع شقيقه الذي تمت تصفيته إلى جانب أولاده وزوجة ابنه، قبل أن يتم اعتقاله من طرف الأمن الإسباني في بلدة Castellón جنوب إسبانيا، بعد عملية رصد دقيقة ساهمت فيها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمغرب.